وظلهُ يتطاول الساعات في سَفَر الشموسِ
إلى مدائن غربة الغرب السحيقْ
ما كان يلمحه سوىٰ بعضِ الصغارِ،
توقفوا عن لعْبهم كي ينظروه بالعيون الزائغاتِ،
تشرنقتْ تفاحة الخوف المعلق في الحلوقْ
ورأىٰ الصغار فحرك الوجه الملون باسمًا،
لكنهم لم يبسموا، وتفرقوا، مثل انفراط حبوب نور المسبحهْ
في الدار كانت أمهم تحكي حكايات الطفولة علهمْ
يسلون بسمته التي جالت بشط خيالهم متشبحهْ
لكنها لم تدرِ أن قلوبهم من لعنة البسمات باتت في حطام البارحهْ
وتناسلت فيها شقوقْ
***
حين تدوّي من غرب الكون براكين الأفياءْ
حين تهاجر كل كواكب عصر اللؤلؤ وكواكب عصر العسجدْ
أتوقّدْ
حين يغشّي الليل دماءً،
ويغشّي لون دمِ الموتىٰ الأرضَ،
تغشّي الأرض سماءً،
وتنوح ذئابٌ ونساءْ
قبل هبوب الصور ومَوتي
وفناءْ..
أصوات الشعراء وصوتي
أُطلق آخر مزحهْ
فوق مسارح هذا الكون الهازلةِ
ألبس أحدث صيحهْ
من كل الأزياءْ
بسمتيَ اللعنهْ
تَحْرِف أسفار العين الوسِنهْ
لعنتيَ البسمهْ
تروي طحلب عفنٍ في حقل اللقمهْ
في كل إناءْ
***
أنا أول المتعوذينْ
من شر صبحٍ دنس الرحم المكينْ
من غيب ليلٍ زاحفٍ بين المرايا والنوافذ والفؤاد المستكينْ
متعوّذٌ بالرب من تيه المهارب والعناكب والمفاتح والسجونْ
ومجمّعٌ شط الخلايا
بالوصايا
من خطايا
السير في درب الشظايا
من محيط الروح بالروح الأمينْ
أنا أول الموتىٰ الذينْ..
أنا خاتمٌ في المرسلين مكفّنينْ
بين الصعالك والممالك والهوامش والمتونْ
أنا أولٌ في الذاهبين إلى صلاةٍ آخرٌ في العائدينْ
***
أسخرُ من شيءٍ
من شيئينْ
من كل الأشياءْ
والشمس الغاسقة العطشىٰ تشرب من دمع العينْ
والليلَ الرطب الأعضاءْ
أنظره في كورْنيش الكونْ
فتعال معي نتلحّف منه بالأغطية الرطبة والشفافهْ
كالماءْ !!
ولْنضحك كالسفهاءْ
ولْنهجر طرق السارين المكتئبين إلى نوبتجيات خلافَهْ
فمعي اسخرْ
اسخرْ
وتبخّرْ
في كل فضاءْ
واسخرْ
اسخرْ
وتخنجرْ
كفضاءٍ
في كل الأشياءْ
***
الشمس تشعل مقلتي
تغلي بحيرات الشموعْ
في ظلمتي
كي تنطفي
كل العناصر في الدموعْ
وحبيبتي تأبىٰ إلى الرحم الذي كنا نكون بليلِهِ تأبىٰ الرجوعْ
من قال بالتفريق والدم واحدٌ من طين آدم قد سرىٰ،
تمتصه فينا الجذور إلى الفروعْ ؟
أصغيرتي من قال ؟ من ؟
حتى يباعد بين أطرافي التي..
ليست تطول ثمارك الأنثىٰ التي..
لاحت على طرف الفروعِ
لكي أجوعَ
لكي أجوعْ؟
لا تسكتي
لا تسكتي، إنْ تسكتي
فلسوف أسمع نبض قلبك حين كنا بعض مجهول الخلايا
في الخفايا
قبل تكوين القلوب النابضات لكي تفر بنبضها
من جوف قبضات الضلوعْ
***
أسكر في بار الأرواح السفلية كل صباحْ
أسكرُ
أخرجُ
يسندني
منكب قابيلٍ وذراع يهوذا
آكل من شجر التفاحْ
يسمنُ
يُنضجُ
لحمي الموقوذا
في كل الألواحْ
أسكرُ
أنضجُ
مسًّا وشذوذا
أنداحْ
عينًا تخرج من آيات التكويرِ،
وصيغ التسويرِ،
وأضحكُ،
يَضحكُ
من يهلكُ
إذ يسلكُ
بين سطور الإصحاحْ
فمعي اخرجْ
اخرجْ
وتبرّجْ
كشجيرات التفاحْ
واخرجْ
اخرجْ
وتحشرجْ
تفاحًا
في حلق الألواحْ.!
***
كنت الصغير اللاعبا في ذات يومْ والشمس تصعد فيالصبا فقاعةً من كل يمّْ تتسلق الشجر المرفرف في الفضا وعلى صحونعيوننا تلقي لنا حبات كرْمْ وكواكبا لكنني أبصرتهُ في ذاتغيمْ يستبدل الوجهَ المشوهَ بالخطيئةِ يلبس الثوبَ المبرقشَ بالنبوءةِ يرمقالظلَّ المعربدَ في البلاد المستضيئةِ مُعجبا فتشقق القلب الصغير بلعنة البَسْم،اقشعرَّ تَغَرَّبا في بحر دمّْ وتكوّر البطنُ الوَضِيءُ، تألق النجمان فيوادي الملائكة الخبيء ِ، تقاربا فعرفت أن أخي سيأتي ذات حلمْ الأرض تثمركرةً أخرىٰ، السماء تسير عرسَ كواكب البشرَىٰ، وتسري موكبا ظهر المشوه فيالمرايا كلها،
وتبسّم الشر المهيب بوجهه الزاهي الأشمّْ ما زال يسكن في اللجينوفي الضمير كعهده،
فإذا التفتُّ لجانبي ألفيته يرنو إليّ بصمته مترقبا هذاأخي، فإذا يجيءُ وجدتُ عينًا تستضيءُ لهيب مقتٍ في المرايا، في الطريق، وفيالخيال، وكلَّ نومْ هذا أخي، لكن ضوء الشر في الوجه المزخرف شق روحي في الظلامتسربا هذا أخي، لكن حقدي نحوه وتَرٌ ينبّت في مسامعيَ الجذورَ تليالجذورَ وليس يومًا يرتخي هذا أخي هذا القضا هذا مسيري في طريقٍ دائمٍقبل الزمان مؤرَّخِ يتفرّع الكف المقرّح في الفضا متصلبا يهوِي يحقق ماحلُمْ يهوِي ويمرق وامضا هذا القضا حتى اصطدمْ حتى انقضىٰ وتحسس الكفالمدنّس ما حطمْ وتمخلبا ربّاهُ!! مالك لا تميتنيَ انتقامًا كلما لو جاء عزريلٌ مضىٰ وأضعتني بمهامِهِ الأحزان أحمل جثةً قد أنشبت أعراقها في الصلبتمتص الدما منّي أنقّب في البلاد لعلني أُهدَىٰ فأدفن جثةً هيَمدفني يتمْتني غيبتني أعميتني كي لا أرى ضوءًا سوىٰ عينِ المشيطن يستبيحشعاعُها قلبي لكي.. أبدًا لكي.. لا تَغْرُبا.! ***
عيني شمسٌ تطلعفوق الأعرافْ في ليل زفافْ بين الأخت العذراءْ المكنونة في رحمالأصدافْ وأخيها الباقي يتولّدْ في رحم نساءْ.. أجناس الأسلافْ إنّي لو أغمضها تتخدد أجفاني تتخددْ أبشرْ أبشرْ إنك مُنظَرْ وتفرَّدْلا.. تتكررْ لا.. تتكررْ !! ***
ويلي وويلي من عَرا أعضاء جسميالنيِّئهْ ويلي أنا لو لم أفرّ بجثتي من فوق أسوار الحروف القارئهْ ما زلتأسمع في الدجىٰ صوت الفضاء المزدحمْ نبض الفؤاد وقد سرىٰ في معصمي نبض النهايةقائلًا: إني أموت بلا ألمْ نبض النهاية في حياةٍ من جديدٍ بادئهْ وأهلّةًحمراءَ من قمرٍ هَتُونٍ قد تمايل وانهدمْ حتى يصير تشبُّحُ الشمس ادّكارًا وانكدارًاللنفوس المطفأهْ فإذا الذي رعدًا تعالىٰ..وانهزمْ وإذا الذي يومًا تشظّىٰ..وانحطمْ وإذا المدنَّس قد بكىٰ لو قد بكىٰ حتى يغسِّل جسمهُ.. فإذاعدمْ وإذا عدمْ إني أنا من ليس حيًّا ناظرًا أيام ميلادي وأدريأنها للانهاية مُرجأهْ إني أنا مَن قد دعوت الله حتى يبرأهْ ويلٌٌ لعينمشيطني ويلٌ لها ويلٌ لمصباح الظلال إذا عويتُ وقد هويتُ إذا ارتديتمخالبي كي.أفقأَهْ ***
يجرحني يجرحني الإنسانْ يجرحني حين يفارقني في منتصف الليلِ، ومنتصف العمرِ، ومنتصف الدربِ، وقبلالطوفانْ يجرحني بالندم الأعمى، والخوف الأعمى، والخفقانالأعمى، والنسيانْ يجرحني حين يحطمني، كي يلقيَني، في حُفَر القلبويدفنني، دون شواهدَ أو يسكنني، دون معالمَ أو عنوانْ يجرحني حينيداهمني كالذكرىٰ، كالوقتِ، وكالليلِ، وكالميلادِ، وكالأمرِ، وكالعصيانْ مالكتجحدني؟ تخلعني عن ذاتك كرداءْ تلقيني أرضًا كسماءْْ عيني الحية بالأمساليوم ألاقيها تُلقىٰ في أشلاء الأشياءْ وأعاود ذاتي كبكاءْ وأعود أفارقهافسواءْ.. أبكي أولا أبكي يقتلني حزني كالأحياءْ ملعونٌ، إني.. ملعونٌأنك حين تقابلني تتجاهلني كالأخطاءْ وأنا أشقىٰ كي تُرحم من طَرْقاتالوقتِ، وطَرْقات النحتِ، وأسطح تاريخك تلك الحدباءْ وأنا علمتك أنتخطئَ، أن تخرج، أن تبرقَ، في السحب، وتشرقَ، أن تبدأَ أن تنشأَ حينتريد، وتنسىٰ ما عُلِّمتَ من الأسماءْ علمتك ألعاب الريح لتمرقَ من سمالإبرةِ، أو تنفذ في جسمك كي تتساءلَعن غربة هذي الأجزاءْ ألفيتك مخلوقًامكتئبًا في منظوم التربيعِ، ومنثور التشريعِ، هبطتُ لتضحك، تضحك،كيتلمعَ في كل خفاءْ لكنك-بغباءْ- تأبَى إلا أن تُصلب يوميًّا في لعنة أصفادالكُتَّاب وأصفاد القرّاءْ !! ***
اللعنةارتسمتْ دوائرَ حول عيني كالضياعْ اللعنة ارتسمتْ دوائرها على نسلي المَشاعْ اللعنة الإرث القديم المستديرةكالزمانْ